ابو هيثم المعشني لقد أسمعت اذ ناديت كلباً
لقد أسمعت اذ ناديت كلباً
وصوت الكلب تألفهُ الكلابي
تفاقم نبْحُها واٗزداد صخْباً
وطبّل خلفها نعقُ الغُرابي
يخوض الأسقُف المكّار حرباً
ولا يرضى لخنزيرٍ عتابي
بكى الأيتام واعتبروه سبّاً
وأثنوا في الورى لاٗبن المرابي
يلاطم شعبه الأمواج غرباً
ونصف الشعب محرقة انقلابي
وكم ثكلى لها طفلٍ وأباً
وعماً في غياهب من خرابي
حريق الشام قالوا عنه كذْباً
وتلفيقاً دجاجات العُرابي
وأهل الدين في عنبٍ و أباً
خيالاً فوق جثمان المصابي
تأوَه كلُ من بالقبر كرباً
وقهراً للذي فوق الترابي
إذا مات الضمير الحي تبّاً
وتبّت بعده تلك الرقابي
وإن هانت دماء العُرب حباً
فلا نامت عيونٍ في النقابي
ولا قامت جِباهُ الشؤم غصْباً
لِتحرق وجهها نار العِقابي